جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
محاضرة القاعة
6025 مشاهدة print word pdf
line-top
تحقيق الإيمان بالله

وأوصيكم أيضا بوصايا وهي متفرعة عن التقوى، فإن حقيقة التقوى تلتئم جميع فعل الطاعات وترك جميع المحرمات، ولكن من باب التذكير بها؛ فأوصيكم بالمحافظة على أركان الإسلام، التي هي خمسة الأركان: الشهادتان، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، فإنها مظهر الإسلام، العلامة الظاهرة للمسلم، والمفرقة بين المسلم والكافر.
فمن أتى بهذه الأركان؛ حكم ظاهرا بأنه من أهل الدين، ومن أخل بشيء منها؛ أخل بدينه، فالشهادتان مطلوب من العبد أن يأتي بهما لفظا ومعنى، يعني: مطلوب منك أن تتلفظ بقولك: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
والشهادة معناها: الاعتقاد اليقيني، يعني: أعتقد، وأتحقق، وأستيقن بأن لا إله إلا الله، وإذا قلت ذلك؛ فإن من واجبك أن تعبد الله، وأن تتخذه إلها، ومعبودا وحده، لا معبود غيره، لا تعبد غيره، لا بقلبك، ولا بلسانك، ولا ببدنك ولا بمالك؛ بل يكون الله تعالى هو الإله الحق الذي تألهه بقلبك.
يقول العلماء: إن الإله هو الذي تألهه القلوب محبة، وخوفا، ورجاء، وتوكلا واعتمادا عليه وإنابة إليه، وتذللا وتواضعا بين يديه؛ فهو الإله إلهنا هو الله أي معبودنا لا معبود لنا بحق سواه، لا نعبد إلا إياه، ولا نتقرب إلا إليه؛ فهو إلهنا وربنا وذلك لأنه الذي خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا، بل أرسل إلينا رسولا وأنزل إلينا كتابا وأمرنا بأن نتبع كتابه، وأن نقتدي بسنة نبيه؛ حتى نكون حقا من الذين عبدوه حق عبادته.
والإله هو المعبود، والرب هو المعبود وهو الذي يجب أن نذكره حق ذكره، وأن نشكره حق شكره، وأن نثني عليه -سبحانه وتعالى- وأن نعترف بفضله، وأن نعترف بنعمه، وألا ننسب النعم إلى أية مخلوق من المخلوقات لا صغيرا ولا كبيرا، بل النعم كلها من الله -سبحانه وتعالى- فهو الذي يسرها، ولو كان هناك من تسبب فيها؛ فإن مسببها في الحقيقة هو الله -سبحانه وتعالى- وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ .

line-bottom